الاخبار

أخبار الموقع


متابعات / موقع يمن سبورت :

شهدت نسخة 1958 من بطولة كأس العالم، والتي استضافتها السويد، وحصدت البرازيل لقبها، ظهور مواهب لمعت كالنجوم، وسيطرت على ألقاب اللعبة، رغم مرورهم بأزمات صحية ادعى الجميع أنها تحول دون خوض أي منهم للمباريات.

أصغر بطل

أبلغ الطبيب النفسي لمنتخب البرازيل المدرّب فيسنتي فيولا.. أن بيليه، ابن الـ17، ليس ناضجًا بما فيه الكفاية لخوض مونديال 1958.. ليرد فيولا معتمدًا على غريزته: "قد تكون على حقّ.. لكنك لا تفقه شيئًا في كرة القدم".. ليشارك ويقود "سيليساو" لأول لقب في تاريخها.

بات بيليه، بعمر 17 عامًا و249 يومًا، أصغر لاعب يفوز بكأس العالم.. كما نجحت البرازيل في أن تصبح أول دولة تحرز اللقب خارج قارتها، بتنظيم تكتيكي ثوري 4-2-4، بدلاً من 5-3-2 أو 3-4-3 التقليديين، اعتمد على لعب دينامي عبر الأجنحة.

خلّد بيليه الرقم 10، لكن عن طريق الخطأ.. نسيت البرازيل إرسال أرقام لاعبيها إلى الاتحاد الدولي "فيفا"، فتمّ اختيارها بطريقة عشوائية.. حصل حارس المرمى جيلمار على الرقم 3، وقلب الدفاع زوزيمو على الرقم 9، وشاءت الصدف أن ينال بيليه الرقم 10 الذي التصق بتاريخ اللعبة.

قال عنه مدرب اللياقة باولو أمارال: "يسدّد باليسار واليمين وكانت لديه رؤية استباقية لكل شيء ما أن يلمس الكرة، كان خارقًا".

بيكاسو البرازيل

ارتبطت بطولة كأس العالم أيضًا باسم جارينشا.. إذ كان طفلاً فقيرًا ذو جسم نحيف وُلد بتشوّهات خلقية مع اعوجاج في الركبتين، والعمود الفقري، زوالحوض.. دعى أهله ليل نهار حتى يتمكن ابنهم من الوقوف والمشي ولو بطريقة غير سليمة.

تحدّى الطفل الإعاقة بمراوغات بارعة جعلت منه أشهر جناح أيمن، وقيل عنه "بالنسبة لكرة القدم، كبيكاسو للفن"، وأنه "الملاك صاحب الساقين الملتويين" فارق الحياة عام 1983 عن 49 عامًا، بعد إدمانه على الكحول ومعاناته المادية.

ديدي الأفضل

صحيح أن مونديال 1958ارتبط ببيليه، وجارينشا، والفرنسي المولود في مراكش جوست فونتين، الوحيد الذي سجّل 13 هدفًا في نسخة واحدة بعد مشاركة غير متوقعة بدلاً من زميله المصاب رينيه بليار، إلا أن أفضل لاعب في البطولة كان فالدير بيريرا الشهير بـ"ديدي".

اللاعب الذي أمضى 6 أشهر على كرسي متحرّك بعمر 14، بعد ركلة عنيفة تطوّرت إلى التهاب كاد يؤدي إلى بتر رجله، موّن بنجاح المهاجمين فافا وبيليه وجارينشا وزاغالو، ثم قاد البرازيل بعد 4 سنوات للقبها الثاني.

أصبح خبير الركلات اللولبية الساقطة "فوليا سيكا" (الورقة الجافة) التي ألهمت التسديدات العصرية لجونينيو وأندريا بيرلو وكريستيانو رونالدو.

عشية المباراة الحاسمة مع الاتحاد السوفياتي في الدور الأول، طرق ديدي، 30 عامًا، مع المخضرم نيلتون سانتوس والقائد بيلّيني باب المدرّب فيولا طلبًا بالدفع بلاعب الوسط زيتو، لمنح حرية إضافية لديدي إلى جانب المهاجمين.. وافق المدرّب، ولولا الحارس السوفياتي العملاق ليف ياشين لكانت النتيجة أعمق بكثير من هدفي فافا.

بعد تلقي هدف مبكر أمام السويد في النهائي، ارتعب زملاؤه وهرع اليه ماريو زاغالو، الذي أخذ في البطولة مكان لاعب آخر يخشى الطيران، وهو يصرخ "اسرع، نحن نخسر".. أجابه ديدي بهدوء "استرخ يا زاغالو.. نحن أفضل منهم.. سنسجّل الكثير من الأهداف"، وانتهت المباراة 5-2 للبرازيل أمام نحو 50 ألف متفرّج على ملعب راسوندا في ستوكهولم.
أحدث أقدم